يروي الليل الدامس قصة شاب لعبت به الاقدار كما تشاء
وجعلته الاجلة تائه بين احضان محبة الايثار والوحدة القاتلة لوجدانه
شاب من اروع الشباب سلبت منه الضحكة الشقراء
تبكي الازهار ورائحتها سرا حتى يختنق النحل بحرقة الطبيعة واشجارها المكتسحة الرثاء
ويسقط الهواء كالهيب النار بسبب قسوة الحياة على قلبه ويحمل بين ضلوعه نبل واخلاق وتبدا الحكايا سيرورة بسيرورة لتروي لنا خبايا واسرار وحنايا واحزان معكوسة على لوحة من لوحات دفنشين
لتخبرنا بمكنونات لم يسمع عنها وتظهر الحروف المنقوشة على جسر الدهر الغدار مشاعر بطل الوراية الذي يدفن بين تناياه ذكريات مؤلمة وهموم محزنة
يدخل كل يوم لمعركة عنوانها الصمود للابد وتطل الشمس والقمر في صباحه ومسائه يعيش فوق اكتاف قلبه وحيد يحترق بالاجيج
تموت كل ثانية لحالته المزرية تلك النسمات العالية وتبقى الاحزان في قلبه حامية بسبب اوجاع الدنيا وحالها واحوال ناسها لا يفكر في نفسه يرمي قلبه للهلاك يجعل الالم يسيطر عليه وهي كالسم المتقطر على قلبه يتوجع كالمراة الحامل في غرفة العمليات ويسري بالدماء
ولكن كان ولازال عنوانه الصمود والامل الذي يعشعش في وجدانه وتغرد في ايامه وترقص الفراشات لسعادته المرتسمة على خطوط جبينه وتعنقه النسمات الخفيفة كالطفلة وتقبله العصافير في كل ليلة ويغطيه القمر كمولوده وتدلله السماء كالامير وتداعبه النجوم كلمسة الحرير ويغمض عيناه كالطفل الذي لا يعرف عن الاجلة شئ وتلهو الحياة من حوله في كل دقيقة وثانية وساعة حين يكون سيد الامل ويسقط الفشل والرثاء كالجثتة في مقبرة الاموات ويعيش الشاب في امل يدوم للابد